الوحدة الأولى

Get Started. It's Free
or sign up with your email address
الوحدة الأولى by Mind Map: الوحدة الأولى

1. الدرس الثاني : نظام الاسرة في الاديان والحضارات .

1.1. أولا:نظام الأسرة في اليهودية والنصرانية

1.1.1. أ- نظام الأسرة في اليهودية

1.1.1.1. أ-مفهوم الأسرة في اليهودية

1.1.1.1.1. : نظام الأسرة في الديانة اليهودية يقوم على الزواج

1.1.1.2. ب - أهمية الزواج في اليهودية ومكانته:

1.1.1.2.1. جعلت الشريعة اليهودية الزواج واجبًا  دينيًا ، بل إنه أول المطالب التي  وجهها الله للإنسان ،وتوصى الشريعة  اليهودية بالزواج في سن مبكر،كما  تنظر إليه كذلك نظرة مثالية ، يوصف  عاده بالتطهير .ويعتقد اليهود  أن الزواج يتقرر في السماء  من قبل ميلاد الشخص.

1.1.1.3. ج - المقصد من تكوين الأسرة في الديانة اليهودية

1.1.1.3.1. تشير الشريعة اليهودية إلى أن العلة من الزواج هو  الإنجاب واستمرار النسل ورد في سفر التكوين.

1.1.2. ب- نظام الأسرة في النصرانية

1.1.2.1. أ- مفهوم الزواج في النصرانية

1.1.2.1.1. جاء في دستور الكنيسة الإنجيلية : أن  الزواج ارتباط وعقد مقدس بين رجل  واحد وامرأة واحدة مدى الحياة.

1.1.2.1.2. يعرفه حبيب جرجس مدير الكلية الأكليريكية  سابقا بأنه: (سر مقدس به يرتبط ويتحد الرجل والمرأة  اتحادا مقدسا بنعمة الروح القدس للحصول على  ولادة البنين وتربيتهم التربية المسيحيةويسمى  هذا السر إكليلا بسبب الأكاليل التي توضع فوق رؤوس العروسين وقت  إتمام هذا السر المقدس).

1.1.2.1.3. أن الزواج في الديانة النصرانية هو  رباط مقدس أبدي يجمع بين الزوجين إلى  أن يفرق بينهما الموت ،والطلاق محرم إلا بسبب  خيانة أحد الطرفين، كما أنه رباط روحي، وعلى  الكنيسة تقعمسؤولية حماية هذا الرباط المقدس والحفاظ عليه .

1.1.2.2. ب - أهمية الزواج في النصرانية ومكانته

1.1.2.2.1. في بادئ الأمر تركت الكنيسة العلاقة بين  الأفراد في مجال الأسرة نظرا للظروف  التاريخية، مع عدم وجود نصوص إنجيلية  لتنظيم الزواج ونظام الأسرة كقواعد  تشريعية، وإنما تعاليم جاءت على شكل قصص ووصايا  ومواعظ متناثرة ، أدت إلى تغليب القانون  الروماني فيما يتعلق بهذا الشأن ، وهو  الأمر الذي أستمر حتى بعد انحسار  الاضطهاد الديني واعلان المسيحية كديانة رسمية  للإمبراطورية الرومانية ، حتى تمكنت  الكنيسة من الهيمنة التامة على شئون الزواج

1.1.2.2.2. ثم قرر زعماء الكنيسة فيما بعد أن   الزواج المعقود بمعرفة الكنيسة هو وحده الزواج  الشرعي المسموح به بين الرجل والمرأة ،والمسيحية  ما هي إلا امتداد لليهودية التي ترغب  في الزواج وتدعوا إليه، ومن المعلوم  أن سيدنا عيسى عليه السلام ما جاء لينقض الشريعة التي  أنزلت على موسى عليه السلام

1.1.2.2.3. لكن على الرغم من مشروعية الزواج في  الدين المسيحي دخل نظام الرهبنة والدعوة إلى التبتل  على المجتمع المسيحي ، وذلك عن طريق  تعاليم بولس ، واصبحت النصرانية تفضل الرهبنة على الزواج  في عهده وانتقل الزواج من كونه سرا ألهي  مقدسا إلى كونه أمرا اختياريا عند الضرورة   ،فالزواج عند بولس ليس غاية في  ذاته وإنما مجرد وسيلة لدرء المعصية ، ويستند  بولس في تفضيل هذه البتولية على أساس أن غير  المتزوج وغير المتزوجة إنما يركزان كل  اهتمامهما لإرضاء الرب في حين  أنه إذا تزوج الرجل فإن اهتمامه سينصرف لإرضاء  امرأته ،هذه هي فكرة بولس عن الزواج وهي تعاليم تخالف الفطرة السليمة والنهج القويم

1.1.2.2.4. العزوبة تؤدي إلى خلق الاضطراب النفسي والسلوكي  الناجم عن كبت الرغبات وقمع المشاعر،وتعطيل  الحاجات الأساسية في الأنسان،لا سيما  الحاجة إلى الاشباع العاطفي والجنسي ، فالمتزوج  إضافة إلى إشباع حاجته الأساسية فإن ارتباطه  بزوجة وُأسرة يقيده بقيود تمنعه عن كثير من الممارسات السلبية

1.1.2.3. ج - آثارالتبتل والرهبنة في الديانة النصرانية

1.1.2.3.1. يبدو أن التعاليم التي أعلنها بولس والداعية إلى التبتل  والرهبنة كان لها أبلغ الأثر في نفوس رجال الدين ، أن  الكنيسة في عصورها الأولى قد بالغت في تلك  النظرة الزاهدة للزواج ، حتى وصلت إلى حد التطرف .

1.1.2.3.2. وفي القرن الثاني الميلادي ،أسست طائفة حّرمت الزواج  بتاتا على جميع أتباعها .نتج عن هذه التعاليم الكنسية الاتجاه إلى الرهبانية العاتية والإغراق في تعذيب  الجسد ،وصار المثل الأعلى عند المسيحيين الفرار  من ظل النساء وعدم الاجتماع بهن .  فاستشرى الفساد حتى صارت نفس المراكز  الدينية مباءة للفساد ، ومحلا لانتشار الزنى والخنا والفجور

1.1.2.3.3. يقول الدكتور صابر أحمد طه بعد أن  نقل ما كتبه الكتاب المسيحيين عن الحال  الذي وصل إليه حال رجال الكنيسة  واتباع الديانة المسيحية عند اتباع التبتل  والرهبنة وكيف آل بهم الحال إلى انتشار الفساد والرذيلة .فليس لذلك إلا نتيجة واحدة أو إحدى نتيجتين

1.2. ثانيا: نظام الأسرة عند العرب في الجاهلية

1.2.1. أ- مفهوم العصرالجاهلي

1.2.1.1. هو تلك المدة التي سبقت بعثة الرسول  محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) والتي قدرها الجاحظ بحوالي مائٔة وخمسين إلى مائٔتين سنة  قبل البعثة النبوية، سمي بذلك لما شاع فيه من  الجهل. وكان من أبرز صفات الجاهلية تلك  التي تتعلق بالأسرة نواة المجتمع، وعلى  رأسها تبرج المرأة نواةالأسرة

1.2.1.1.1. قال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ في بُيوتِكُنَّ وَلاتَبَرّجْنَ تَبَرجَ اْلجَاهِلَيةِ اْلُأوَلى)

1.2.2. ب- أهمية الأسرة ومكانتها عند العرب في الجاهلية

1.2.2.1. تعد الأسرة اللبنة الأولى في هرم النظام الاجتماعي  عند العرب في الجاهلية ، نظر عرب قبل الاسلام  إلى الزواج على أنه اللبنة الأولى التي تقوم عليها القبيلة وهو  أساس عزها ومجدها بما يوفره ذلك الزواج من أنجابه للأولاد  الذين هم عماد وأساس كل قبيلة، تعامل  عرب قبل الاسلام مع الزواج بحذر في اختيارهم للمرأة  واعتزوا بها وقدموا لها ما تيسر لهم من مهر وصداق

1.2.3. ج- صور الزواج وأشكاله عند العرب في الجاهلية

1.2.3.1. الزواج عند العرب في الجاهلية يشكل عقد  معاوضة كعقد البيع وكانت طقوس  الزواج في الجاهلية تتم بالخطوبة والاتفاق على المهر، ثم يلي ذلك إقامة حفلة العرس فمن صور الزواج واشكاله عند العرب في الجاهلية

1.2.3.1.1. نكاح البغايا: وهو نكاح الزواني

1.2.3.1.2. نكاح الرهط: وهو أن يعاشر مجموعة من الرجال المرأة الواحدة أكثر من مرة

1.2.3.1.3. نكاح الاستبضاع: وهو أن يرسل الرجل زوجته لتعاشر رجلا ذا  منصب أو جاه لتحمل منه

1.2.3.1.4. نكاح الشغار: وهو أن تتزوج المرأة بلا مهر

1.2.3.1.5. نكاح البدل: وهو أن يتزوج الرجلان من امرأتين على أن يكون بضع إحداهما مهرا للأخرى

1.2.3.1.6. نكاح الخدن: وهو أن تعاشر المرأة صديقها بالسر

1.2.3.1.7. نكاح المقت: وهو أن ينكح الولد امرأة أبيه بعد وفاته

1.2.3.2. ٔابطل الاسلام أنكحة الجاهلية وحرمها و استبقى منها النكاح الشرعي الذي يقوم على اختصاص الزوج بالزوجة واختصاص الزوجة بالزوج

1.2.3.3. قال تعالى: ﴿ غيْرَ مُساِفحِينَ وَلا مَّتخذِي أَخْدانٍ﴾[المائدة/5]

1.2.3.4. عرفوا أيضًا تعدد الزوجات وقد أبقى  الإسلام هذا النظام ولكنه قيده بقيود  معينة ،أهمها أن لا يزيد عدد الزوجات  عن أربع وبشرط العدل بينهن.

1.3. ثالثا: نظام الأسرة في الحضارة الشرقية

1.3.1. الحضارة الشرقية يقصد بها : الحضارات التي نشأت  في بلاد الرافدين العراق ومصر وقرب حوض البحر الأبيض المتوسط بين القرنين الثاني والثلاثين  قبل الميلاد والسادس الميلادي ،أولى  حضارات الانسانية لذا يقال بأن الشرق مهد الحضارات

1.3.1.1. أ-نظام الأسرة في حضارة بلاد الرافدين

1.3.1.1.1. أ- مفهوم الزواج في حضارة بلاد الرافدين

1.3.1.1.2. ب- أهمية الأسرة ومكانتها في حضارة بلاد الرافدين

1.3.1.2. ب-نظام الأسرة في الحضارة المصرية

1.3.1.2.1. أٔ-مفهوم الأسرة في الحضارة المصرية

1.3.1.2.2. ب- أهمية الأسرة ومكانتها في حضارة مصرالقديمة

1.4. رابعا: نظام الأسرة في الحضارة الغربية

1.4.1. المسيحيون في أوربة يحافظون على عقيدتهم و مفاهيمهم الخاصة بالزواج وتأصيل دور  الأسرة ،وظلت الأسرة في الغرب محافظة على مكانتها  ودورها الطبيعي فالزواج في المسيحية رباط مقدس  أبدي والطلاق محرم إلا بسبب خيانة أحد الزوجين

1.4.1.1. أ-الثورة الصناعية وأثرها على نظام الأسرة في الغرب

1.4.1.1.1. بعد قيام الثورة الصناعية في فرنسا سنة 1789م ،وظهور  الرأسمالية في اًلقرن الًسابع عشرالميلادي ، تم حصر الدين في الكنيسة وإبعاده عن التأثيرفي مناحي الحياة، كما  أن رافدا جديدا ظهر يتمثل في آراء الفلاسفة والمفكرين الغرب  الذين كرسوا كتاباتهم لتعظيم المادة والمنفعة الشخصية  والحريات الفردية والمساواة المطلقة بين الرجل  والمرأة فحدثت تغييرات جذرية في المجتمعات  الغربية أدت بدورها إلى التأثيرفي وضع الأسرة

1.4.1.2. ب- خطط الماديين للقضاء على نظام الأسرة في الغرب

1.4.1.2.1. أ- إثارة مبدأ الصراع بين الرجل والمرأة

1.4.1.2.2. ب- دعوى أن الزواج مخالف للطبيعة الإنسانية

1.4.1.2.3. ج- الدعوة إلى تحريرالمرأة ورفع شعارالمساواة بالرجل

2. الدرس الأول: الأسرة مكانتها وسماتها في الاسلام

2.1. أ- مفهوم الأسرة ، أهميتها ومكانتها

2.1.1. أولا: مفهوم الأسرة

2.1.1.1. الأسرة لغة: مشتقة من الأسر، الهمزة والسين والراء أصل واحد، وقياس مطرد وهو الحبس و الإمساك ومن سر ، وأصل المادة ُذلك الأسروجمعها أسر فيه يعني " الضم والشد " ومنه القيد الذي يقيد أو يربط به. وقيل هي: الجماعة يربطها أمر مشتركوأصل الأسرة الدرع الحصينة وسميت بذلك ؛ لأحكام صنعتها حتى كأنها حصن يقي من لاذ واحتمى به

2.1.1.2. الأسرة اصطلاحا : عرفه علماء الإجتماع الأسرة بأنها : الجماعة الإنسانية التنظيمية المكلفة بواجب استقرار المجتمع و تطورة.

2.1.1.3. الأسرة في أبسط صورها : رجل و امرأة تربط بينهما علاقة زواج شرعي و ماينتج عن هذا الزواج من أبناء .

2.1.1.4. الأسرة في التصور الإسلامي : المؤسسة الإجتماعية التي تنشأنتيجة عقد زواج بين رجل امراة وهي أول مؤسسات المجتمع التي تنشئ الفرد اجتماعيا و تكسبه المعارف و المهارات و الميول والعواطف و يحدد من خلاله اتجاهاته في الحياة ويجد فيها أمنه و سكنه .

2.1.2. ثانيا: أهمية الأسرة و مكانتها في الإسلام :اقتضت سنة الله تعالى في الخلق أن تكون الرغبة المتبادلة و الميل الفطري بين الذكر و الأنثى ضمن الإطار الشرعي الذي ارتضاه الله عز و جل للبشر، فجعل تحقيق هذا الميل و الاتصال بين الرجل و المرة ضمن علاقة شرعية قائمة على عقد الزوجية قال تعالى (هو الذي خلقكم من نفس واحدة و جعل منها زوجها ليسكن إليها)الأعراف

2.1.2.1. أ- بقاء النوع الإنساني

2.1.2.1.1. من خلال إنجاب الذرية والاولاد الأصحاء لحفظ النسب ونقاء الدم ، وخلو المجتمع وسلامته من الامراض التي تتكاثر بسبب العلاقات الجنسية غير المشروعة

2.1.2.1.2. قال صلى هللا عليه وسلم : تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم

2.1.2.1.3. فالذرية الصالحةعاملاقوياً في تحقيق واستمرارالحياة الأسرية،وضمان استقرارها

2.1.2.2. ب-تكوين الهوية الإسلامية

2.1.2.2.1. غرس العقيدة السليمه الصحيحة القوية و الاعتزاز بها ،وتنشئة الأبناء على الاسلام خصوصا أداء الواجبات وترك المحرمات، ذلك أن الطفل يولد صافي السريرة، سليم الفطرة

2.1.2.2.2. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ما من مولود إال يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أوينصرانه أويمجسانه

2.1.2.2.3. فأهمية الأسرة في هذا المقام تكمن في صون فطرة الطفل عن الزلال و الانحراف، وكل انحراف يصيب فطرة الابناء مصدره الأول الأبوان

2.1.2.3. ت- سد حاجات الانسان الفطرية العاطفية و الجسدية

2.1.2.3.1. ميل الانسان للعيش مع الأخرين و كل ذلك لايتحقق إلا عن طريق الأسرة التي تلبي حاجته الفطرية للعيش في جماعات طما تقوم الأسرة بتحقيق النمو الجسدي و العاطفي عن طريق أشباع النزعات الطرية و الميول الغريزية دون حرمان من الاشباع الجنسي ودون إباحية تؤدي للانحلال من الفضيلة و الفوضى و الاخلاط المتنابذ أو المتغايره

2.1.2.4. د- بناء النفس الإنسانيه المتكاملة

2.1.2.4.1. العناية بمختلف الجوانب الشخصية للإنسان رروحيا و عقليا و الحرص على تكاملها و توافرها . و العمل على تفاعلها و تكيفها مع ما حولها و من حولها بصورة ايجابية و اكسابها الثقة بالنفس . في مظلة الأسرة تنمو روح المسؤولية .

2.2. ب- سمات الأسرة المسلمة و خصائصها

2.2.1. لأسرة المسلمة تستمد تصورها  ومنهجها من مصدر رباني عن طريق الوحي .  وهذه السمات هي:

2.2.1.1. اولا - إنها أسرة تنشأ على أساس العقيدة  والإيمان بالله والصلاح والتقوى والالتزام بنظام الشريعة  الالهية ، فقد جعل الإسلام المعيار الأساس ي لاختيار  الزوج أو الزوجةهو الدين

2.2.1.1.1. فعن أبي هريرة  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  (تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها  وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) .

2.2.1.2. ثانيا- التزامها بالأخلاق والآداب الاسلامية ، وقد أولى الاسلام العناية والاهتمام عند تكوين الأسرة بترسيخ الأخلاق  الفاضلة والخصال الطيبة الحميدة  ،ومن أهمها في العلاقة الزوجية بناءها على أساس المودة والرحمة المتبادله

2.2.1.2.1.  قال تعالى: ﴿وَمِنْ آَياِتهِ أنْ خَلَقَ لَكُم  مِّنْ أَنُفسِكُمْ أَزْوَاًجاِّ لَتسْكُنوا  إِليْهَا وَجَعلَ بْينَكُمَّ موَدَّةً وَرَحْمَةً  إِنَّ فِي ذلك لآَياتٍ لَقوْمٍ  يَتفَكَّرُونَ﴾ [الروم / 21] 

2.2.1.3. ثالثا: أنها أسرة تقوم على التوازن والاعتدال  في نظام الحقوق والواجبات ، نظام دقيق وفق  شريعة الله التي فرضت لكل فرد في الأسرة حقوقا  وألزمته بواجبات مما يؤمن توزيع الأدوار  بين الزوجين للمحافظة على كيان الأسرة واستقرارها وتظلل الأسرة المسلمة ظلال المودة والرحمة 

2.2.1.3.1. قال تعالى׃﴿ ولَهُنَّ مِثلُ اَّلذِي عَليْهِنَّ  بالْمَعْرُوفِ وِللرِّجالِ عَليْهِنَّ دَرَجَةٌ  وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾

2.2.1.4. رابعا:الأسرة المسلمة تراعي عوامل الثبات والتغير والتطور، فهي تحترم اصول الاسلام  ومناهجه التي لا محيد عنها ، فتوثق عقد  الزواج لدى الدولة، وتلتزم بقيام الزواج على  اساس من الرضا الصحيح أمام  الشهود ، ولا تصطدم مع المشروع  الذي شرعه الله تعالى.

2.2.1.5. خامسا: العلاقة بين أفراد الاسرة المسلمة علاقة  طويلة الأجل ومستمرة تتسم  بالديمومة ، ومن أجل استمرارية العلاقة  بين الزوجين جعل الإسلام عقد الزواج  ميثاقا غليظا 

2.2.1.5.1. في ذلك يقول الله تعالى: ﴿ وكَيف تأْخُذُونَهُ وَقدْ  أْفضى بْعضُكُم إلى بْعض  وأَخذن منكم ميَثاًقا غَليظًا﴾ [النساء/21].

2.3. ج- المقاصد الشرعية من تكوين الأسرة

2.3.1. أ-حفظ النسب : فالفرد بدون أسرة لا يستطيع أن  يثبت نسبه ، فالأسرة تحفظ للإنسان  نسبه ،وتحميه من أن يكون مجهول  الاصل طاهرا ، ولولا هذا التنظيم  الرباني، لجموع البشرية لتحولت  المجتمعات إلى أخلاط وأنواع لا تعرف  رابطة ولا يضمها كيان

2.3.1.1. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( الولد للفراش وللعاهر الحجر).

2.3.2. ب-تحقيق العفة : أن الفرد حينما يحقق رغباته  الجنسية عن طريق الأسرة ؛فإنه لايكون لديه حاجة في أن يضطرب جنسيا ، أو يسلك طرقا غير مشروعة ، ويترتب على ذلك السلامة من  الأمراض الجنسية ، والوقاية من الانحرافات السلوكية ، كما يترتب  على العفة بقاء الفرد طيب و السمعة ، حسن الذكر فالنكاح هو الوسيلة الوحيدة لتكوين الأسر والرقابة الدائم وبالنكاح يكمل دين المسلم  وبه تتم سعادته، لأنه يعينه على أن يغض بصره، ويحفظ فرجه، ويصون جوارحه من المحرمات

2.3.2.1. قال تعالى :﴿ُقلِّ للْمؤْمِنينَ يغُّضوا مِنْ أَبْصاِرهِمْ وَيحْفظُوا ُفرُوجَهُمْ ذِلكَ أَزْكى لَهمْ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِمَا يَصَنُعون وَقلِّ  لْلُمؤْمَناتِ يْغضُضْنَ مِنْ أَبْصاِرهِنَّ  وَيحْفظْنَ فُرُوجَهُنَّ َوَلا يُب ِدي َن زِيَنتَهُنَّ ِإَّلا مَا ظَهَرَ ِمنْهَا﴾ [النور/30-31].

2.3.3. ج- تحقيق السكون النفسي والطمأنينة  وممارسة المعيشة الهانئة: ممارسة المعيشة الهانئة في الحياة  تحصل من خلال الاسرة التي توجد  تجمعا صغيرا , يبني أصول حياته ومعيشته بهدوء , ويحقق تعاونًا  بناًء ,وقويًا في التغلب على مشكلات  المعيشة والمكاسب , بعيدا عنالقلق والتوتر   والضياع , ومقاومة كل أوجه التعثر والضعف  والمرض , والأخذ بيد الأبناء نحو النمو المتكامل 

2.3.3.1. الحق سبحانه وتعالى يقول: ﴿هُوَ اَّلذي  خَلَق كمْ مِنْ نفسٍ واحدةٍ وجَعَلَ  منها زَوْجَهَا ليسكن إليها ﴾ [الأعراف /189 ]

2.3.4. د- بناء المجتمع الاسلامي المتكامل: تمثل الأسرة الدعامة  الأساسية في بناء المجتمع الذي يتكون من مجموع  الأسر، كما تمثل الأسرة بأفرادها القدوة  الأولى فيتجسيد معنى التكافل  الاجتماعي المادي والمعنوي  الذي هو ضرورة حيوية ماسة لكل مجتمع , حيث  يجعل الجميع بمثابة الجسد الواحد في العيش المشترك , والتراحم والتعاطف المتبادل , وإشاعة روح المحبة وبذل المعروف.