1. تعريف التفكير الناقد
1.1. تتعدّد التعريفات والآراء التي توضّح مفهوم التفكير الناقد، حيث قام مجموعة من العلماء في دراسة التفكير الناقد، وتوصلوا إلى عدد من التعريفات التي توضح مفهوم التفكير الناقد، منها ما يأتي:
1.1.1. تعريف ديوي حيث عرّفه على أنه التمهل في إعطاء الأحكام وتعليقها لحين التحقق من الأمر.
1.1.2. تعريف واطسون عرّفه على أنه فحص المعتقدات والمقترحات بكفاءة وفعالية في ضوء الشواهد التي تؤدّيها والحقائق المتصلة بها بدلًا من القفز إلى النتائج.
1.1.3. تعريف رسل عرّفه على أنّه عملية فحص المادة سواء أكانت لفظية أم غير لفظية وتقويم الأدلة والبراهين ومناقشة موضوع المناقشة من خلال معيار أو محكّ، ثم الوصول إلى إصدار حكم في ضوء الفحص والتقويم والمقارنة.
1.1.4. تعريف سيجل عرّفه على أنه التفكير الذي يعتمد على تقدير الأدلّة والبراهين، التي يؤسس عليها اقتناعه، بأنّه التفكير الذي يقوم على الإجراءات ويصدر الأحكام وفق مبادئ معينة.
1.1.5. تعريف باير عرّض على أنّه موثوقة المعلومة ، أو المعرفة الاقتصادية وبيان قيمتها ، ومدى دقتها.
1.1.6. تعريف آينس عرّفه على أنه تفكير تأمّلي معقول، يركّز على اتخاذ القرار، فيما يفكر فيه الفرد، أو يؤدّيه.
2. خصائص المفكر الناقد
2.1. هناك عدد من الخصائص والسلوكيات والشروط، التي يجب أن تتوفّر الفرد حتى يُستطاع تحديد فيما إن كان يفكر تفكيرًا ناقدًا، وقد حدد الباحثون هذه السلوكيات بناءً على مفهوم التفكير الناقد، ومن هذه السلوكيات والخصائص:
2.1.1. -لديه مرونة في التعامل مع الأفكار الجديدة.
2.1.2. -لا يناقش في الأمور التي لا يمتلك معلومات حولها.
2.1.3. -يستطيع أن يحدد متى يحتاج إلى معلومات أكثر حول موضوع معين.
2.1.4. -يعرف الفرق بين نتيجة "ربما تكون صحيحة" ، حلول "لا بد أن تكون صحيحة".
2.1.5. -يعرف بأن الناس أفكار مختلفة حول معاني المفردات.
2.1.6. -يتجنب الأخطاء الشائعة في موضوع معين.
2.1.7. -يسأل عن الأشياء التي تبدو غير مفهومة بالنسبة له.
2.1.8. -يحاول الفصل بين التفكير العاطفي والتفكير المنطقي.
2.1.9. -يبني مفرداته اللغوية، ليكون قادرًا على فَهم ما يقوله الآخرون ويستطيع إيصال أفكاره بوضوح.
2.1.10. -يتخذ موقفًا أو قرارًا ويتراجع عنه، تبعًا لبحثه في الحقائق حول الموضوع.
2.1.11. -يدرس الموقف من جميع الجوانب.
2.1.12. -يحاول البحث دائما بالأسباب، ويضع الحلول والبدائل.
2.1.13. -يتعامل مع كل عناصر الموقف المعقد بطريقة منظمة.
2.1.14. -يحتكم في تفكيره إلى مصادر علمية موثوقة ويشير إليها.
2.1.15. -يبقى على صلة بالهدف الأساسي، أو جوهر الموضوع.
2.1.16. -يستطيع تحديد المشكلة بدقة.
3. معايير المفكر الناقد
3.1. وضع الباحثون مجموعة من المعايير التي يجب على المتعلم الإهتمام بها، وسوف أدرجها فيما يلي:
3.1.1. الصحة:
3.1.1.1. يجب أن تكون العبارات موثوقة ومدعومة بالأدلة والبراهين والأرقام.
3.1.2. يجب أن يعبر عن موضوع التفكير بدرجة عالية من الدقة ويكون ذلك باستيفاء الموضوع حقه من المعالجة بعيدًا عن حشو الكلام .
3.1.3. الدقة:
3.1.4. الربط:
3.1.4.1. يجب أن يكون هنالك ترابط قوي وبدرجة عالية من الوضوح بين العناصر والمعطيات، وذلك يعني ربط مدى العلاقة بين العبارة أو السؤال بالموضوع.
3.1.5. العمق:
3.1.5.1. والمقصود به عدم السطحية في معالجة الظاهرة، ويجب أن تعالج بعمق كبير من التفكير والتفسير، حتى يكون التفكير مناسبًا للتعقيد والتشعب من مجرد السطحية في المعالجة.
3.1.6. الاتساع:
3.1.6.1. يعني تناول عناصر المشكلة من جميع الأطراف و و كذلك للاطلاع على جميع وجهات النظر، والآراء وحل المشكلة من جميع الأطراف.
3.1.7. المنطق:
3.1.7.1. بتنظيم الأفكار وتسلسلها وترابطها ليؤدي إلى معانٍ واضحةٍ ونتيجة مترتبة على حجج معقولة.
3.1.8. الدلالة والأهمية:
3.1.8.1. من خلال التعرف على أهمية المشكلة.
4. أهمية التفكير الناقد
4.1. أهمية التفكير الناقد على الفرد
4.1.1. المزيد من المعرفة
4.1.1.1. يتطلب التفكير الناقد حول قضية ما، معرفة بالمجال الذي تنتمي إليه القضية، ومن ثم دراسة الحقائق المتعلقة بالقضية ليستطيع الفرد الدخول في الحوار والوصول إلى نتيجة، فمثلًا لدخول الفرد في حوار علمي حول الغازات فإنه يحتاج إلى دراسة الغازات وخصائصها بشكل موسع، وهذا يعني أن المفكر الناقد يكتسب المزيد من المعرفة الموضوعية ذات الصلة بمجموعة متنوعة من المواقف والقضايا التي يتعامل معها
4.1.2. المزيد من الإبداع
4.1.2.1. يعزز التفكير الناقد الإبداع عند الفرد كلما قام الشخص باستخدامه وتوظيفه في مختلف المسائل التي قد تواجهه، فعندما يقوم المفكر الناقد بحل لمشكلات، فإنه يبتكر أفكار جديدة وخلاقة للقيام بذلك، إذ يسمح له التفكير الناقد بتحليل هذه الأفكار وتعديلها وفقًا لذلك، مما يعني خلق مساحة أكثر اتساعًا من الإبداع في التعامل مع الموضوعات والمواقف والمشكلات.
4.1.3. شخصية مستقلة أكثر
4.1.3.1. يعد التفكير الناقد هو المفتاح لخلق الاستقلال، وتشجيع الأفراد على تكوين آرائهم الخاصة واتخاذ قراراتهم المناسبة وفقًا لذلك، فالتفكير الناقد يمنح الشخص المزيد من الاستقلال والمزيد من الثقة بنفسه، بحيث يكون له آراؤه الخاصة التي تختلف عن الآخرين، والتي قد يوظفها في إيجاد حلول لأي موقف أو مشكلة قد تواجهه دون الرجوع إلى من حوله لمساعدته.
4.1.4. محتوى لغوي أفضل
4.1.4.1. إن التفكير الناقد يعني التفكير بوضوح ومنهجية محددة، بحيث يساعد التفكير بهذه الطريقة في التعبير عن النفس بشكل أفضل، إذ يعزز التفكير الناقد مقدرة الفرد على تفكيك وتركيب النصوص واستخدام الكلمات تبعًا للقضية أو الموقف أو المشكلة، الأمر الذي يحسن من اللغة ومهارات العرض لدى الفرد.
4.2. أهمية التفكير الناقد على المجتمع
4.2.1. يؤثر التفكير الناقد على المجتمع من خلال تقييم وجهات النظر المعارضة ومناقشتها والوصول إلى نتيجة أو حل مناسب للقضية المطروحة، ومن أهمية التفكير الناقد على المجتمع ما يأتي:
4.2.1.1. تقديم حلول أفضل
4.2.1.2. يقول ألبرت أينشتاين "ليس الأمر أنني ذكي للغاية؛ بل أنني أفكر في المشاكل لفترة أطول
4.2.1.2.1. يميل أصحاب مهارات التفكير الناقد إلى حل المشكلات كجزء من غريزتهم الطبيعية، حيث يتحلى المفكرون الناقدون بالصبر والإصرار على حل المشكلة، فهم يفكرون بالمشكلات لوقت أطول، مما يؤدي إلى تقديم أفضل الحلول الممكنة للمشاكل التي تواجه المجتمع الذي يتواجدون فيه.
4.2.2. رفع كفاءة صنع القرار
4.2.2.1. يساعد التفكير الناقد على طرح المشكلة وتحليلها بشكل جيد ثم اقتراح حلول لها، مما يعني الوصول إلى قرار أفضل وحل أمثل لهذه المشكلة، حيث يساعد هذا التفكير في التعامل مع المشكلات التي تواجهها المجتمعات، وهذا ما يؤدي إلى رفع كفاءة صنع القرار على مستوى الدوائر والحكومات والدول أيضًا.
4.2.3. تعزيز العمل الجماعي
4.2.3.1. يمكن استخدام التفكير الناقد في شتى مجالات الحياة، فهو يساعد الأفراد ليصبحوا أكثر انفتاحًا وتقبلًا اتجاه وجهات النظر المختلفة، كما أنه يحسن من كيفية التعامل مع الآخرين واحترام آرائهم، مهما اختلفت عن آرائهم الخاصة، وهذا من شأنه أن يحسن العلاقات بين الأفراد في المجتمع، ويسمح لهم بتعزيز قدرتهم على العمل الجماعي مع بعضهم البعض.
4.2.4. احترام أفراد المجتمع للآخر
4.2.4.1. يعد التفكير الناقد وسيلة لحل المشكلات من خلال العقل المنفتح واحترام الحقيقة، مما يعني احترام الآخرين، بحيث يلازم هذا الأمر التجريب والتحري للتأكد من صحة الآراء، مع عدم التزمت والتشبث بالرأي الشخصي، إذ يجب أن يكون المفكر الناقد متقبلًا لتغيير رأيه في وجه الأدلة التي تدعم رأيًا آخرًا.
4.2.5. يعزز التفكير الناقد حياة الأشخاص بشكل إيجابي، وبالتالي يحسن العلاقات بين أفراد المجتمع، ويساعد على تقبل الاختلاف واحترام وجهات النظر، لذا فهو مهم في الحياة اليومية.
5. فوائد التفكير الناقد
5.1. هناك فوائد كثيرة تعود على الإنسان الذي يستخدم التفكير الناقد في قضايا حياته المختلفة، من هذه الفوائد مايلي:
5.1.1. التفكير الناقد يساعد الإنسان لكي يفهم التسلسل المنطقي للأحداث.
5.1.2. التفكير الناقد يعلم الإنسان كيف يربط بين الأحداث التي حدثت في الماضي والأحداث الواقعية التي تحدث الآن.
5.1.3. التفكير الناقد يغير شخصية الإنسان بشكل إيجابي فيصبح أكثر موضوعية وأفضل حكماً على الأمور.
5.1.4. زيادة قدرة الإنسان على الوصول إلى حلول سريعة للمشاكل اليومية.
5.1.5. إثراء العقل من خلال تباين المعلومات التي يحصل عليها الإنسان وتنوع طرق البحث والتحليل.
5.1.6. التفكير الناقد يزيد من صدق الإنسان مع نفسه حيث انه يعتمد على الحقائق فقط ويبتعد عن أي معلومات كاذبة.
5.1.7. التفكير الناقد يزيد من ثقة الإنسان بنفسه ويجعله لا يخجل من الاعتراف بأخطائه والعمل على علاجها.
5.1.8. التفكير الناقد يجعل الإنسان يضع نفسه في مكان الآخرين، وبالتالي يشعر بهم بشكل أعمق.
5.1.9. التفكير الناقد ينمي في الإنسان قدرات التواصل مع الآخرين.
5.1.10. التفكير الناقد يزيد القدرة على تنمية قدرات الاكتشاف وحل المشكلات.
6. يقوم أساس التفكير الناقد على عدد من المهارات المهمة أذكرها فيما يأتي:
6.1. التعرف على الافتراضات:
6.1.1. وهو القدرة على التمييز بين درجة صـدق معلومات، والتمييز بين الحقيقة والرأي.
6.2. التفسير:
6.2.1. القدرة على تحديد المـشكلة، وتفـسيراتها المنطقية.
6.3. الاستنباط:
6.3.1. يشير إلى قدرة الفرد على تحديد بعض النتائج المترتبـة علـى مقدمات سابقة لها.
6.4. الاستنتاج:
6.4.1. يعني قدرة الفرد على استخلاص نتيجة من حقـائق معينـة، والقدرة على إدراك صحة النتيجة أو خطئها.
7. خطوات التفكير الناقد
7.1. يمكن تحديد خطوات التفكير الناقد آلتي يلجأ إليهآ المتعلم، لتحقيق الغرض من التفكير الناقد، ويستطيع المتعلم من خلال، خطوات التفكير الناقد الوصول آلى الاهداف آلتي يسعى إليهآ الأفراد من خلال، التفكير الناقد، وهى إتخاذ القرارات الصائبة بشان الأشياء آلتي يؤمن بها آو وضع واقتراح حلول للمشكلات وتقييمها ، يظهر في الشكل خطوات التفكير الناقد:
7.1.1. -التعرف على الاقتراحات والآراء المتعددة ذات العلاقة بالمشكلة أو الموضوع.
7.1.2. -مناقشة الاقتراحات والحلول وتقييمها وتحديد الآراء الصحيحة وغير الصحيحة.
7.1.3. -تحديد جوانب القوة والضعف في الآراء والحلول المتعارضة.
7.1.4. -تقييم الآراء بأسلوب علمي وموضوعي وعدم التحيز لأيّ رأي، أو إتباع الأهواء الشخصية في تقييم الآراء.
7.1.5. -العلامات التجارية الجيدة والبراهين التي تؤكد صحة الرأي الذي تم اعتماده والموافقة عليه.
7.1.6. -تقديم المزيد من المعلومات والأدلة حول فعالية الرأي الذي اعتمدته المعلومات.