1. الوحدة الأولى: تطور العالم في ظل الثنائية القطبية
1.1. الوضعية الأولى: بروز الصراع
1.1.1. ملامح العالم بعد الحرب
1.1.1.1. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، كانت آثار الدمار منتشرة في أوروبا وآسيا، مما أدى إلى انقسام العالم إلى كتلتين رئيسيتين هما الكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفييتي والكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة
1.1.2. السياسة الدولية بعد الحرب
1.1.2.1. شهد العالم تغييرات كبيرة في السياسة الدولية، حيث كانت تتجه نحو صراع أيديولوجي بين الرأسمالية والشيوعية، مما أسس لصراع طويل المدى بين المعسكرين الشرقي والغربي
1.1.3. هيئة الأمم المتحدة
1.1.3.1. تم تأسيس هيئة الأمم المتحدة في عام 1945 كوسيلة لتعزيز السلام والأمن الدولي ومنع الصراعات الكبيرة بين الدول
1.2. الوضعية الثانية: قيادة العالم
1.2.1. المواجهة بين الشرق و الغرب
1.2.1.1. دخلت الكتلتان الشرقية والغربية في مواجهة غير مباشرة تمثلت في صراعات دبلوماسية وعسكرية واقتصادية لإثبات كل طرف لقوته وتأثيره
1.2.2. استراتيجيات المواجهة
1.2.2.1. استخدمت كل كتلة استراتيجيات محددة لاحتواء الأخرى، مثل سياسة الاحتواء الأمريكية والتحالفات العسكرية كحلف الناتو من جهة، وحلف وارسو من الجهة الأخرى
1.2.3. سباق التسلح
1.2.3.1. كانت هذه الفترة تتميز بسباق محموم نحو تطوير الأسلحة النووية والتقنيات العسكرية بهدف تحقيق التفوق الاستراتيجي
1.3. الوضعية الثالثة: الأزمات الدولية
1.3.1. برلين رمز الحرب الباردة
1.3.1.1. كانت برلين رمزاً للتوتر بين الشرق والغرب، وتحديداً بعد بناء جدار برلين الذي قسم المدينة إلى شطرين شرقي وغربي
1.3.2. الحرب الكورية و نزعة الهيمنة
1.3.2.1. اندلعت الحرب الكورية (1950-1953) كأحد أمثلة النزاع المسلح بين النظامين الاشتراكي والرأسمالي، ما زاد من حدة التوتر بين الكتلتين
1.3.3. أزمة السويس
1.3.3.1. مثلت أزمة قناة السويس (1956) نقطة تحول في التوترات الدولية مع تزايد النفوذ المصري ومحاولة القوى العظمى السيطرة على الممرات البحرية الاستراتيجية
1.3.4. الأزمة الكوبية
1.3.4.1. كانت أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 من أخطر الأزمات، حيث كادت تؤدي إلى اندلاع حرب نووية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي
1.4. الوضعية الرابعة: مساعي الانفراج
1.4.1. مناطق التأثير الجديدة
1.4.1.1. برزت مناطق جديدة خارج نطاق السيطرة المباشرة للمعسكرين مثل بلدان العالم الثالث، التي سعت للحفاظ على سيادتها بعيداً عن تأثير القوى الكبرى
1.4.2. خيار التفاوض و الاتفاقيات
1.4.2.1. شهدت هذه الفترة بعض المبادرات للتهدئة، مثل اتفاقيات الحد من التسلح ومعاهدات منع انتشار الأسلحة النووية
1.4.3. التنافس في مجال غزو الفضاء
1.4.3.1. أدى الصراع بين المعسكرين إلى التنافس في مجال الفضاء، حيث أطلق الاتحاد السوفييتي أول قمر صناعي، مما حفز الولايات المتحدة للتركيز على برامج الفضاء
1.4.4. مرحلة المزج بين الحرب الباردة و الوفاق
1.4.4.1. تميزت هذه المرحلة بالتوازن بين التوترات ومحاولات الوفاق للتخفيف من خطر الحرب الشاملة
1.5. الوضعية الخامسة: من الثنائية إلى الأحادية
1.5.1. ملامح الفضاء الدولي و مؤسساته
1.5.1.1. بعد انتهاء الحرب الباردة، شهد العالم تغييرات كبيرة في الهيكل الدولي، حيث أصبحت الولايات المتحدة القوة المهيمنة عالميًا. المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي لعبت أدوارًا أساسية في تنظيم العلاقات الدولية، لكنها كانت غالبًا تحت تأثير القوى الكبرى، خصوصًا الولايات المتحدة.
1.5.2. الشركات المتعددة الجنسيات
1.5.2.1. مع التحول نحو اقتصاد السوق والعولمة، ازدادت قوة وتأثير الشركات المتعددة الجنسيات، التي أصبحت تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد والسياسة الدولية، خاصة في دول العالم الثالث. هذه الشركات تساهم في نشر المنتجات والخدمات عالميًا، ولكنها تثير أيضًا قضايا تتعلق بالاستغلال الاقتصادي والهيمنة على الأسواق المحلية.
1.5.3. النظام العالمي و دوائر التأثير الجديدة
1.5.3.1. بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ظهر نظام عالمي جديد تتزعمه الولايات المتحدة، وأصبحت هناك دوائر جديدة للتأثير مثل الاتحاد الأوروبي، والصين، واليابان. هذا التحول في مراكز القوة غيّر ميزان القوى العالمية.
1.5.4. علاقة الشمال و الجنوب
1.5.4.1. بقيت العلاقة بين دول الشمال (الدول المتقدمة) ودول الجنوب (الدول النامية) غير متوازنة، حيث تستمر دول الشمال في الهيمنة الاقتصادية والسياسية، في حين تعاني دول الجنوب من التبعية والحاجة إلى الدعم. هذه العلاقة تعكس التفاوت الكبير في التنمية والفرص الاقتصادية.
1.5.5. العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي
1.5.5.1. أدى انهيار الاتحاد السوفييتي إلى نهاية الثنائية القطبية، مما أفسح المجال لظهور أحادية قطبية بقيادة الولايات المتحدة، التي سعت إلى فرض نفوذها على جميع المستويات، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو عسكرية.
1.5.6. عالم الاتصالات و دلائل الاحادية
1.5.6.1. أسهمت التكنولوجيا المتقدمة، خاصة في مجال الاتصالات، في تعزيز الهيمنة الأمريكية، حيث أصبحت وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية تحت سيطرة الشركات الغربية، مما ساعد على نشر الثقافة الأمريكية والتأثير على الرأي العام العالمي بشكل أحادي.
2. الوحدة الثانية: تطور العالم الثالث 1945-1989
2.1. الوضعية الأولى: تراجع الاستعمار
2.1.1. تأثير الصراع بين الكتلتين
2.1.1.1. بعد الحرب العالمية الثانية، انقسم العالم إلى كتلتين رئيسيتين: الكتلة الغربية بزعامة الولايات المتحدة (الدول الرأسمالية) والكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفياتي (الدول الاشتراكية). تنافست هاتان الكتلتان للسيطرة على مناطق نفوذ جديدة، وخاصةً في الدول المستعمَرة. أدى هذا الصراع إلى دعم بعض الدول المستعمَرة للحصول على الاستقلال، إذ كانت كل كتلة تسعى لكسب حلفاء جدد من بين هذه الدول. وبذلك ساعد الصراع بين الكتلتين بشكل غير مباشر في تعزيز حركات التحرر واستقلال الدول المستعمَرة.
2.1.2. الحياد الايجابي
2.1.2.1. ظهرت حركة الحياد الإيجابي أو ما يُعرف بـ حركة عدم الانحياز، والتي دعت إليها دول العالم الثالث مثل الهند ويوغوسلافيا ومصر بقيادة جمال عبد الناصر. رفضت هذه الدول الانضمام لأي من الكتلتين المتصارعتين وركزت على دعم الاستقلال الوطني والنضال ضد الاستعمار. شكّلت هذه الحركة إطارًا للعمل المشترك بين الدول الناشئة وعززت التضامن بينها، مما أعطاها قوة في المطالبة بالاستقلال وإلغاء الاستعمار.
2.1.3. تراجع الخريطة الاستعمارية
2.1.3.1. نتيجة لنضال الشعوب المستعمَرة وضغط الكتلتين، شهدت الفترة ما بين 1945 و1989 موجة من الاستقلالات، حيث تقلصت الخريطة الاستعمارية بشكل كبير. بدأت العديد من الدول في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية في الحصول على استقلالها، مما أدى إلى تراجع نفوذ القوى الاستعمارية التقليدية مثل بريطانيا وفرنسا، وانتهاء عصر الإمبراطوريات الاستعمارية.
2.2. الوضعية الثانية: استمرارية حركات التحرر
2.2.1. استمرارية حركات التحرر
2.2.1.1. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، استمرت حركات التحرر في مختلف أنحاء العالم الثالث، إذ بدأت الشعوب المستعمَرة بالمطالبة بالاستقلال والحرية. اعتمدت هذه الحركات على النضال المسلح والمقاومة الشعبية والدبلوماسية، وكانت مدفوعة بالرغبة في التخلص من السيطرة الاستعمارية وتحقيق السيادة الوطنية. تنوعت الأساليب بين المقاومة السلمية والمسلحة، حسب طبيعة الاستعمار والمستعمرين.
2.2.2. في الهند
2.2.2.1. قادت الهند واحدة من أنجح حركات التحرر بقيادة مهاتما غاندي، الذي اعتمد على المقاومة السلمية ومبدأ "الساتياغراها" (اللاعنف). تمكنت الهند من الحصول على استقلالها من بريطانيا في عام 1947، مما ألهم العديد من حركات التحرر في دول أخرى. كان استقلال الهند بمثابة بداية لمرحلة جديدة من حركات التحرر العالمية، حيث أصبح نموذجاً يحتذى به في المقاومة السلمية.
2.2.3. في الجزائر
2.2.3.1. كانت الجزائر واحدة من الدول التي شهدت نضالًا طويلاً وصعبًا ضد الاستعمار الفرنسي، إذ خاضت ثورة تحريرية مسلحة بدأت في 1 نوفمبر 1954 بقيادة جبهة التحرير الوطني. استمرت الثورة حتى 1962، عندما حصلت الجزائر على استقلالها بعد سبع سنوات من الكفاح الذي تميز بتضحيات كبيرة. تعد الثورة الجزائرية من أبرز حركات التحرر التي اعتمدت الكفاح المسلح لتحقيق الاستقلال.
2.2.4. في مصر
2.2.4.1. برزت مصر كمركز لحركات التحرر في العالم العربي وأفريقيا بقيادة جمال عبد الناصر، خاصة بعد ثورة 23 يوليو 1952 التي أسقطت النظام الملكي وأعلنت الجمهورية. لعبت مصر دورًا رئيسيًا في دعم حركات التحرر من خلال دعم دول عربية وأفريقية لتحقيق استقلالها، وكانت أحد المؤسسين لحركة عدم الانحياز، مما أكسبها تأثيرًا كبيرًا على الصعيد الدولي.
2.2.5. في أمريكا اللاتينية
2.2.5.1. شهدت أمريكا اللاتينية عدة حركات تحررية ضد السيطرة الأجنبية والأنظمة الديكتاتورية المدعومة من قوى خارجية، مثل الولايات المتحدة. قاد رموز مثل تشي جيفارا وفيدل كاسترو الثورة الكوبية في 1959، التي ألهمت دولاً أخرى في المنطقة للسعي نحو التحرر والسيادة، مما جعل أمريكا اللاتينية ساحة للنضال ضد النفوذ الاستعماري والهيمنة الأجنبية.
2.2.6. منظمة الكومنويلث
2.2.6.1. تجمع منظمة الكومنولث الدول التي كانت تابعة للإمبراطورية البريطانية والتي حصلت على استقلالها، حيث تقدم إطارًا للتعاون بين الدول الأعضاء في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة. تساعد هذه المنظمة الدول المستقلة حديثًا على تعزيز علاقاتها وتحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية.
2.2.7. منظمة الفرونكوفونية
2.2.7.1. منظمة تجمع الدول الناطقة بالفرنسية، العديد منها كانت مستعمرات فرنسية سابقة، وتهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي واللغوي والاقتصادي بين أعضائها. تسعى الفرنكوفونية لدعم هذه الدول في بناء مؤسساتها وتعزيز استقلالها، مع التركيز على الحوار الثقافي والتنمية المستدامة.
2.3. الوضعية الثالثة: انعكاسات علاقات الثنائية القطبية على العالم
2.3.1. التحالف و التمزق السياسي
2.3.1.1. أدت الثنائية القطبية إلى تشكيل تحالفات بين الدول ضمن إطار الحرب الباردة، حيث انضمت بعض الدول للمعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة، بينما انضمت دول أخرى للمعسكر الشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي. هذه التحالفات غالباً ما كانت غير مستقرة، مما أدى إلى تمزق سياسي داخل بعض الدول وأحياناً إلى اندلاع صراعات داخلية وإقليمية نتيجة الضغط من القوتين العظميين.
2.3.2. أزمة الكونغو (1960-1965)
2.3.2.1. بعد استقلال الكونغو عن بلجيكا، تدخلت القوى العظمى في شؤونها الداخلية بسبب الأهمية الاستراتيجية والموارد الطبيعية التي تمتلكها. اشتد الصراع بين الفصائل المحلية المدعومة من القوى الكبرى، مما أدى إلى اضطراب سياسي طويل الأمد في البلاد.
2.3.3. أزمة كوبا (1962)
2.3.3.1. كانت أزمة الصواريخ الكوبية واحدة من أخطر لحظات الحرب الباردة، حيث نصبت الاتحاد السوفياتي صواريخ نووية في كوبا، مما أثار غضب الولايات المتحدة وهدد بنشوب حرب نووية. انتهت الأزمة باتفاق سري بين الطرفين لسحب الصواريخ من كوبا مقابل عدم غزوها، وأظهر مدى التوتر الذي أحدثته الثنائية القطبية.
2.3.4. أزمة قبرص
2.3.4.1. كانت قبرص ساحة نزاع بين اليونان وتركيا، إذ أثرت العلاقات الثنائية القطبية على موقف الدولتين حيال هذه القضية. استغل كل من الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة هذا النزاع لتعزيز نفوذهما في المنطقة، مما أدى إلى تقسيم الجزيرة وتصعيد النزاع.
2.3.5. الباكستان
2.3.5.1. شكلت الباكستان نموذجاً لتأثير الثنائية القطبية، حيث انضمت إلى التحالف الغربي وشاركت في اتفاقيات أمنية مع الولايات المتحدة. هذا التحالف كان له تأثير على السياسات الداخلية والخارجية للبلاد، وزاد من التوترات الإقليمية، خصوصاً مع الهند المدعومة من الاتحاد السوفياتي.
2.3.6. التبعية السياسية و الاقتصادية و العسكرية
2.3.6.1. سعت الدول العظمى إلى فرض نفوذها على دول العالم الثالث، مما جعل بعض هذه الدول تعتمد بشكل كبير على الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري من إحداهما. هذه التبعية حالت دون استقلال القرار السياسي للدول النامية وعززت السيطرة غير المباشرة عليها.
2.3.7. تجارب الوحدة العربية
2.3.7.1. كانت تجارب الوحدة العربية، مثل محاولة توحيد مصر وسوريا في الجمهورية العربية المتحدة، إحدى محاولات الدول العربية للتصدي للتبعية وتجنب النفوذ الخارجي. لكنها فشلت لأسباب متعددة، منها التحديات الداخلية والتدخلات الأجنبية.
2.3.8. التضامن الأفروآسيوي وحركة عدم الانحياز
2.3.8.1. ظهرت حركة عدم الانحياز كرد فعل على الثنائية القطبية، حيث تجمع قادة من آسيا وأفريقيا لدعم استقلالية الدول النامية وعدم الانحياز لأي من الكتلتين. هذه الحركة شكلت صوتًا قويًا للدول النامية على الساحة الدولية وسعت لتعزيز التضامن بينها.
2.3.9. منظمة الوحدة الأفريقية (1963)
2.3.9.1. تأسست هذه المنظمة لتعزيز التعاون بين الدول الأفريقية والدفاع عن استقلالها وحقوقها. كانت المنظمة تسعى إلى الوقوف ضد التدخلات الخارجية وتحقيق الوحدة بين الدول الأفريقية.
2.3.10. مجموعة 77 (1964)
2.3.10.1. تأسست مجموعة 77 كتحالف بين الدول النامية للتعاون في المجال الاقتصادي ومواجهة التحديات الاقتصادية التي فرضها النظام الدولي الذي تسيطر عليه القوى العظمى. هدفت المجموعة إلى تقليل التبعية الاقتصادية وتعزيز موقف الدول النامية في المؤسسات الاقتصادية الدولية.
2.4. الوضعية الرابعة: سقوط الاتحاد السوفياتي
2.4.1. سقوط الاتحاد السوفياتي
2.4.1.1. تعرض الاتحاد السوفياتي لأزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية عميقة في الثمانينيات، مما أدى إلى تراجع قدرته على الحفاظ على نظامه الاشتراكي. وقد أدت سياسات البيريسترويكا (إعادة الهيكلة الاقتصادية) والغلاسنوست (الشفافية) التي تبناها ميخائيل غورباتشوف إلى انفتاح داخلي، لكنها أيضاً كشفت عن المشاكل الكبيرة التي كان يعاني منها النظام. في عام 1991، أدى ضغط الشعب والإصلاحات الاقتصادية الفاشلة وانسحاب جمهوريات الاتحاد إلى تفكك الاتحاد السوفياتي وسقوطه.
2.4.2. أثر سقوط الاتحاد السوفياتي
2.4.2.1. كان لسقوط الاتحاد السوفياتي أثر كبير على المستوى العالمي. من الناحية الجيوسياسية، فقدت الكتلة الشرقية قوتها الأساسية، مما جعل العالم أحادي القطب بزعامة الولايات المتحدة. في أوروبا، أدى هذا الحدث إلى إنهاء الحرب الباردة وإعادة توحيد ألمانيا، وفتح الباب أمام العديد من الدول الأوروبية الشرقية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو). وفيما يتعلق بالدول النامية، أدى غياب الاتحاد السوفياتي إلى تراجع الدعم الذي كانت تتلقاه حركات التحرر في بعض الدول، مما أثر على توازن القوى في مناطق عديدة.
2.4.3. فرض الارادة الأمريكية
2.4.3.1. بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، أصبحت الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة في العالم، مما سمح لها بفرض إرادتها السياسية والاقتصادية والثقافية على دول عديدة. استغلت الولايات المتحدة هذا الوضع لتعزيز النظام الرأسمالي على مستوى عالمي وترويج مفاهيم الديمقراطية الليبرالية. كما استخدمت نفوذها لفرض سياساتها الخارجية، خاصةً في الشرق الأوسط من خلال التدخلات العسكرية، ونشرت قواعدها العسكرية حول العالم. كما سعت لتعزيز العولمة والسيطرة على الاقتصاد العالمي من خلال المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
2.5. الوضعية الخامسة: فلسطين
2.5.1. تحت الانتداب
2.5.1.1. بعد الحرب العالمية الأولى، وُضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني بموجب قرار من عصبة الأمم عام 1922. كان الهدف المعلن للانتداب هو إعداد البلاد للاستقلال، لكن بريطانيا، خلال فترة انتدابها، سهّلت هجرة اليهود إلى فلسطين تلبيةً لوعد بلفور الصادر عام 1917، والذي دعا إلى إقامة "وطن قومي لليهود" في فلسطين. أدى هذا الانتداب إلى تغيير التركيبة السكانية والديمغرافية في المنطقة وتوترات بين الفلسطينيين الأصليين والمهاجرين اليهود.
2.5.2. التواطؤ الدولي و قيام اسرائيل
2.5.2.1. بعد انتهاء الانتداب البريطاني عام 1948، أعلنت الأمم المتحدة عن خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة عربية وأخرى يهودية، مع وضع القدس تحت وصاية دولية. رفض الفلسطينيون والعرب هذا التقسيم، بينما قبلته القيادة اليهودية وأعلنت في 14 مايو 1948 قيام دولة إسرائيل. تزامن هذا الإعلان مع تواطؤ دولي وصمت عالمي، مما ساهم في منح إسرائيل الدعم الدولي، خاصةً من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية. ونتج عن ذلك تهجير عدد كبير من الفلسطينيين في ما يُعرف بالنكبة.
2.5.3. الثورة الفلسطينية
2.5.3.1. بعد سلسلة من الهزائم العسكرية للعرب أمام إسرائيل، تشكلت منظمة التحرير الفلسطينية (PLO) عام 1964 كإطار يجمع مختلف الفصائل الفلسطينية المسلحة والسياسية، بهدف تحرير فلسطين. قادت هذه المنظمة عدة عمليات فدائية ضد الأهداف الإسرائيلية، واعتُبرت الثورة الفلسطينية رمزًا للمقاومة والنضال الوطني ضد الاحتلال. تأثرت هذه الثورة بالتغيرات الإقليمية والدولية، وسعت للحصول على الدعم العربي والدولي لنيل الاعتراف بحقوق الفلسطينيين.
2.5.4. حرب أكتوبر
2.5.4.1. اندلعت هذه الحرب في أكتوبر 1973 بين كل من مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، بهدف استعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967. كانت هذه الحرب نقطة تحول هامة في الصراع العربي الإسرائيلي، حيث أظهرت فيها الدول العربية قدرًا من القوة والتنسيق. وعلى الرغم من عدم تحقيق انتصار حاسم، إلا أن الحرب ساهمت في إحياء الأمل العربي ودعم الموقف الفلسطيني، مما أدى إلى انطلاق جهود سلام جديدة واستمرار النضال الفلسطيني للحصول على حقوقه.
3. الوحدة الثالثة: الجزائر 1919-1989
3.1. الوضعية الأولى: من تبلور الوعي إلى العمل الوطني
3.1.1. الاتجاهات السياسية
3.1.1.1. شهدت الجزائر بروز اتجاهات سياسية متنوعة بعد الحرب العالمية الأولى، مع ظهور الأحزاب والتنظيمات الوطنية التي سعت لتحقيق مطالب سياسية واجتماعية.
3.1.2. الحركة الوطنية أقناء الحرب العالمية الثانية
3.1.2.1. أسهمت الحرب في تعزيز الوعي الوطني، حيث قام الجزائريون باستغلال الظروف للدعوة إلى حقوقهم، ما جعل القضية الجزائرية محط اهتمام.
3.1.3. اعادة بناء الحركة الوطنية
3.1.3.1. بعد الحرب، عاودت الأحزاب نشاطها وبرزت تيارات مختلفة مثل حركة انتصار الحريات الديمقراطية التي سعت لتحقيق استقلال البلاد.
3.1.4. أزمة حركة الانتصار
3.1.4.1. عرفت حركة انتصار الحريات الديمقراطية أزمة داخلية أدت إلى انقسام الصف الوطني بسبب التوترات حول أساليب النضال.
3.1.5. الاجتماعات الحاسمة
3.1.5.1. عقدت عدة اجتماعات لتوحيد الصف وتحديد مسار العمل الوطني، ممهّدة الطريق للانتقال من النضال السياسي إلى الكفاح المسلح.
3.2. الوضعية الثانية: العمل الثوري المسلح
3.2.1. ردود الفعل
3.2.1.1. أثار اندلاع الثورة المسلحة ردود فعل كبيرة من السلطات الفرنسية التي حاولت قمعها بالقوة.
3.2.2. اتساع نظام الثورة
3.2.2.1. توسعت الثورة لتشمل مختلف مناطق الجزائر، مما جعلها حركة منظمة وقوية.
3.2.3. التنظيم المؤسساتي
3.2.3.1. تم تنظيم جبهة التحرير الوطني لتقود العمل الثوري ولتوحيد الجزائريين في الداخل والخارج.
3.2.4. اضراب الثمانية أيام
3.2.4.1. كان هذا الإضراب جزءاً من الكفاح السلمي لدعم الثورة، وحقق نجاحاً في إيصال صوت الجزائريين للمحافل الدولية.
3.2.5. القضية الجزائرية في المحافل الدولية
3.2.5.1. أصبحت القضية الجزائرية تُعرض في الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، ما أدى إلى ضغط دولي على فرنسا.
3.2.6. الاستراتيجية الاستعمارية للقضاء على الثورة
3.2.6.1. حاولت فرنسا القضاء على الثورة من خلال قمع عسكري وسياسات الاستعمار، ولكن دون جدوى.
3.2.7. سلم الشجعان و مشاريع التقسيم
3.2.7.1. اقترحت فرنسا هدنة تُعرف بـ"سلم الشجعان" ومشاريع لتقسيم الجزائر، لكنها باءت بالفشل.
3.2.8. المظاهرات في الجرائر و في فرنسا
3.2.8.1. عكست المظاهرات الشعبية في الجزائر وداخل فرنسا دعم الجزائريين للثورة واستنكارهم للقمع.
3.3. الوضعية الثالثة: استعادة السيادة الوطنية
3.3.1. المفاوضات
3.3.1.1. أدركت فرنسا أن الحل العسكري فاشل، فبدأت في مفاوضات مع جبهة التحرير الوطني، بدءًا من مفاوضات إيفيان التي أفضت إلى اتفاق على استقلال الجزائر.
3.3.2. الاستفتاء و قيام الدولة الجزائرية
3.3.2.1. تم إجراء استفتاء شعبي في 1 يوليو 1962، حيث صوت الشعب الجزائري بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال، وتم إعلان استقلال الجزائر في 5 يوليو 1962.
3.3.3. الاختيارات الكبرى لاعادة بناء الدولة
3.3.3.1. بعد الاستقلال، واجهت الجزائر تحديات كبرى لإعادة بناء الدولة، فاتبعت سياسة اقتصادية اشتراكية وبدأت في تأميم الثروات الطبيعية.
3.3.4. التحكم في الثورة الوطنية المخططات الانمائية
3.3.4.1. ركزت الدولة على تطوير الزراعة والصناعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث أطلقت مخططات تنموية كبرى لتحقيق التوازن الاقتصادي.
3.3.5. التطور السياسي للدولة الجزائرية من الاحادية الى التعددية السياسبة
3.3.5.1. في فترة السبعينيات والثمانينيات، كانت الجزائر تتبع نظام الحزب الواحد بقيادة جبهة التحرير الوطني، حتى تم الانتقال إلى التعددية السياسية في نهاية الثمانينيات.
3.3.6. من منجزات الجزائر غي عهد السيادة
3.3.6.1. شهدت الجزائر تقدمًا ملحوظًا في مجالات التعليم، والصحة، والبنية التحتية، وتم بناء مؤسسات قوية لدعم استقرار البلاد.
3.4. الوضعية الرابعة: تأثير الجزائر وإسهامها في حركة التحرر العالمي
3.4.1. دور الحزائر في المنظمات الدولية
3.4.1.1. انخرطت الجزائر في الأمم المتحدة، منظمة الوحدة الإفريقية، وحركة عدم الانحياز، ودعمت حركات التحرر في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
3.4.2. الجزائر و القضية الفلسطينية
3.4.2.1. كانت الجزائر من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية، حيث دعمت فلسطين سياسياً وعسكرياً، وأكدت على حق الفلسطينيين في الاستقلال، وجعلت ذلك موقفاً ثابتاً في سياساتها الخارجية.