1. أهداف الحوار الفرعية
1.1. إيجاد حل وسط يرضي جميع الأطراف.
1.2. التعرف على وجهات نظر الطرف الآخر أو الآخرين ، وهو هدف تمهيدي مهم.
1.3. والتنقيب من آجل البحث الاستقصاء في تنويع الرؤى والتصاميم المتاحه، للوصول إلى نتائج أفضل وأمكن، ولوفي حوارات تالية.
1.4. تقريب وجهات النظر بين المتحاورين.
1.5. الخروج بتطبيقات مفيدة ترضي جميع المشاركين في الحوار بمختلف أطيافهم.
1.6. الاستماع لوجهات النظر
1.7. القضاء على الخلافات المذهبية في المجتمع عن طريق الحوار.
2. قوة الحوار وأثره
2.1. الحوار الهادف له تأثيره القوي في تقريب وجهات النظر، والمحاور المتمكن هو الذي يستطيع أن يصل إلى هدفه دون تعثر أو ملل.
3. الإستراتيجيات الذكية للحوار
3.1. التعبير عن شعورك ب)أنا(، وليس ب)أنت(، في أثناء تعبيرك عن رأيك، فإن احتمال استفزاز الطرف الآخر سيصبح أقل لو أنك تحدثت عن نفسك أنت بدلاً عن الحديث عنه هو.
3.2. أعد صياغة أنا وأنت لتصبح نحن، فكلمة نحن توجد وضعاً جديداً من التكاتف بين الطرفين بتوجيه اهتمامهما معاً إلى المصالح والأهداف المشتركة.
3.3. اجعل الطرف الآخر يظن أن الفكرة فكرته، وبهذه الطريقة يكون تأييد الطرف الآخر للفكرة وأهدافها مضموناً بنسبة كبيرة من خلال حماسه لها وشعوره بأن الفكرة نابعة من داخله.
3.4. التشبث بشعرة معاوية: ونعني بذلك المرونة والحكمة، ويقصد بهذه العبارة أن يتعامل الإنسان مع الآخرين بشيء من المرونة والحكمة بحيث يشد تارة ويرخي تارة أخرى، أما إذا أصر كل طرف على رأيه دون تقديم أي تنازلات، فإن هذا يؤدي إلى فشل الحوار
3.5. إقفال المناقشة: وهو أصعب جزء في الحوار وأكثره احتياجاً إلى المهارة، فعندما يكون النقاش مع آخرين تضييعاً للوقت وتبديداً للجهد، عند ذلك يفضل إقفال المناقشة بطريقة لبقة وذكية تشعر الآخرين أنه لم ينسحب عجزاً أو يترك المناقشة هزيمة، ويستطيع المحاور أن يجد له عذراً لإنهاء المناقشة؛ إما لوجود موعد مسبق ونهم لديه، وإما أن لديه أعمالاً مهمة تتطلب ذهابه فوراً.
3.6. القدرة: كن قدوة حسن فيما تدعو إليه من أفكار وآراء حتى تكون ذا تأثير على الآخرين.
3.7. النهاية المؤثرة: لخص عناصر موضوعك، والدعوة إلى عمل شيء ما مع إحياء المشاعر القلبية، وتقديم الشكر للمستمعين، ومن الروعة أن تترك المستمعين ضاحكين، وذلك بعد اختيار اللحظة المناسبة.
3.8. تحين الظرف المناسب: يحسن بالمتحاور أن يلقي نظرة إلى من حوله قبل أي: حوار، ثم يحدد تلاؤم الحال للحوار، فإن وجده ملائماً استعان بالله وبدأ، وإلا سكت وتريث.
3.9. راقب نفسك وقيمها: هل أنت مستمع جيد؟ وهل صوتك مناسب؟ وهل أنت ملتزم بما سبق أن هيأته من أفكار؟ هل أدبت نفسك بآداب الحوار؟ كذلك على المحاور الحكيم أن يراقب نفسه بالدرجة نفسها من اليقظة والانتباه التي يراقب بها الآخرين.
3.10. عود نفسك على الابتسامة: واجعلها لا تفارق ثغرك في أثناء حوارك مع الآخرين، وكم يسر الجلسات حين يرون محاورهم لا تفارقه الابتسامة، وهذا الأدب هو أدب نبينا صلى الله عليه وسلم في محادثته أصحابه وفي ملاحظته جلساته، وقد روى الإمام أحمد عن أم الدرداء رضي الله عنهما،قالت: كان أبو الدرداء إذا حدث حديثاً تبسم، فقلت: لا، يقول الناس: إنك أحمق، أي: بسبب تبسمك في كلامك، فقال أبو الدرداء: ما رأيت أو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث حديثاً إلا تبسم، فكان أبو الدرداء إذا حدث حديثاً تبسم اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك .
3.11. التركيز على الرأي لا على صاحبه: فيركز المحاور على الرأي والمخالفة بغض النظر عن صاحبهما، فإذا كان الحوار مشافهة فينفي التجريح.
4. تحليل الحوار
4.1. في أثناء تلقيك دعوة للمشاركة في لقاء حواري فكري، يجمع نخبة كبيرة من نخب المجتمع المختلفة: ثقافياً ومذهبياً، واجتماعياً، فإنه يجب عليك أن تحلل حوارك إلى عنصرين هما:
4.1.1. المقدمات المنطقية: وهي تلك البيانات أو الحقائق والأسباب التي تستند إليها النتيجة وتفضي إليها، بحيث تكون جميع البيانات والحقائق صحيحة وموثوقة من المتحدث، ليتم تضمينها بالتوصيات النهائية التي سوف يعلنها المتحاورون.
4.1.2. النتيجة: وهي ما يرمي الوصول إليها المحاور أو المجادل، وهذا ما يريده المتحاورون دائماً وهو الوصول إلى نتائج مفيدة ترضي جميع المشاركين في الحوار.
4.1.3. التزام القول الحسن، وتجنب منهج التحدي والإفحام: إن من أهم ما يتوجه إليه المحاور في حواره، التزام الحسنى في القول والمجادلة، وتجنب أسلوب التحدي والتعسف في الحديث، وتعمد إيقاع الخصم في الإحراج ،فإن كسب القلوب مقدم على كسب المواقف، وقد تفحم الخصم، ولكنك لا تقنعه، وقد تسكنه بحجة، ولكنك لا تكسب تسليمه وإذعانه.
5. كيف تحاور ..؟
5.1. الحوار ليس بالكلمة الجديدة أو الدخيلة على مجتمعنا، بل هي أصيلة في حضارتنا الإسلامية، فقد ورد الحوار في عدة آيات من القرآن الكريم منها: )قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ. لذلك فإن كثيراً من الناس يعرفون كلمة الحوار وما هو معناها، ولكنهم لا يستطيعون تطبيق هذه الكلمة في بيوتهم أو في أثناء أداء عملهم أو في أثناء مشاركتهم بإحدى الجلسات الحوارية، من أسباب ذلك عدم نشر ثقافة الحوار في المجتمع. وإذا أردت أن تكون محاوراً ناجحاً تجيد الحوار بأساليب جيدة، فعليك اتباع الأساليب الآتية:
5.1.1. استعد استعدادًا جيدًا حتى لا تكون وأنت تحاور كحاطب ليل: أو كضال في صحراء، لذلك يجب على المحاور أن يعد مادته إعداداً جيداً، وأن يحضر لها تحضيراً شاملاً، حتى لا يظهر بمظهر الضعيف، ولا يكون كلامه لا قيمة له.
5.1.2. لا تبقَ على طراز واحد: فبعضهم لا يراعي مستوى من يخاطبهم، ويتعامل مع جميع الناس على أنهم طراز واحد، فيكون كلامه غير مقنع، وردوده غير مجدية، وربما تكون غير مفهومة، فتزيد الطين بلة، وتفسد أكثر مما تصلح،لذلك رؤي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: خاطبوا الناس على قدر عقولهم، أتحبون أن يكذب الله ورسوله.
5.1.3. وعليك أن تدرك أن الناس تستخدم أساليب مختلفة من لغة الحواس: فمنهم من يستوعب بعينه، أو بأذنه، أو بمشاعره فلو استخدم الطرف الآخر ألفاظاً خاصة بالرؤية، مثل: أترى ماذا أقول؟ أو لننظر معاً إلى هذه النقطة، فحاول أن تتجاوب معهم باستخدام عبارات متشابهة، مثل: إني أرى وجهة نظرك، أو أستطيع أن أتصور ما تحاول أن تقوله، ولو أنهم يعتمدون أكثر على ألفاظ سمعية، مثل: أصغِ إليَّ فعليك أن ترد قائلاً: أنا أسمعك، وإن كانت لغتهم تركز على المشاعر، مثل:لا أشعر أن ذلك أمر سليم، فباستطاعتك أن ترد بالقول: أنا أيضًا لا أشعر بالراحة لذلك، فأفضل طريقة للوصول إلى الآخرين هي أن تستخدم اللغة التي يجيدون فهمها، وأن تتعرف إليهم، وإلى طبيعتهم، وإلى خصائصهم، وإلى أحوالهم.
5.1.4. كن رباناً ماهراً: الحوار يموج ويضطرب، وأشد من موج البحر في يوم عاصف،فإن لم يكن المتحاوران أو أحدهما رباناً ماهراً يمنع الاستطراد والاسئثار بالحديث،غرقت سفينة الحوار في بحر النقاش العقيم. إن المحاور الذكي هو الذي يتجنب الاستطراد والاسئثار بالحديث من أجل الوصول إلى نتيجة من حواره دون تضييع لوقته ووقت غيره.
5.1.5. عليك بالعقل والمنطق: من الأساليب المهمة للحوار أسلوب العقل والمنطق كما بينتها لنا السنة النبوية، وسار عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم جميعاً. روي أن رجلاً من المسلمين كان يتهم عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه يهودي،وحاول المسلمون أن يقنعوه بأنه مسلم فما استطاعوا أن يزيلوا هذه الشبهة من عنده، فجاء إليه الإمام أبو حنيفة فقال له: جئتك خاطباً، فقال: من؟ قال ابنتك، قال: لمن؟ قال: لرجل شريف عفيف صالح منفق كريم، صوام بالنهار،قوام بالليل، فقال الرجل: فيما دون ذلك مقنع، فقال أبو حنيفة: ولكن فيه عيب واحد، فقال الرجل: وما هو؟، قال أبو حنيفة: إنه يهودي، فقال الرجل: يغفر الله لك يا أبا حنيفة! تريد أن أزوج ابنتي من يهودي؟ فقال أبو حنيفة: نعم، لقد زوج الرسول صلى الله عليه وسلم ابنته من يهودي، وهو عثمان، فانتبه الرجل واقتنع، وقال: أستغفر الله! إن عثمان مسلم، وليس يهودياً.
5.1.6. اجعل الأفعال دائماً أقوى من الكلمات: إن التعبير الجسمي الصحيح يضع النقاط فوق الحروف للكثير مما تقدم من الطرف الآخر، حيث نقاط التأكيد،ونقاط عدم الاهتمام، ونقاط التأثير في الدوافع، فأنت تصنع بصوتك وتعبيراتك فواصل، ونقاطاً، وعلامات تعجب، وتؤثر في الطرف الآخر مستخدماً يديك، ومستخدماً تعبيرات الجسم، ويعتقد كثيرون أن التعبير هو الصياغة الطبيعية لدرجة حماستك في مواجهة الطرف الآخر، إذ إن تعبيرات الجسم وحركاته هي التي توضح درجة اهتمامك به، وكلما ظهرت علامات الخوف والتردد على وجهك؛ فأنت في الطريق إلى عدم تمكنك من إقناع الطرف الآخر.
5.1.7. احمل راية الرفق والحنان: جامل الناس تكسب ودَّ الجميع، وهذا الأسلوب غاية في تهيئة النفوس لتلقي العلم، وحسن الانتفاع بالمناظرة يوضح دايل كارنيجي ذلك بأسلوب صويري جميل فيقول: إن قطرة عسل تجذب ذباباً من جالون علقم، والأمر كذلك بالنسبة إلى الناس فإن أردت أن تجذب الشخص الآخر إلى وجهة نظرك أقنعه أولاً أنك صديقه المخلص، ومن ثَمَّ سيكون بعد ذلك قطرة العسل التي تجذب قلبه وتفكيره يقول شوقي: جامل الناس تحز رق الجميع ربَّ قيد من جميل وصنيع عامل الكل بإحسان تُب فقديماً جمل المرء الأدب
5.1.8. استخدم الوسائل التعليمية والأساليب الحسية، يقول المثل العربي: ليس من سمع كمن رأى، ويقول المثل الياباني: الرؤية خير مئة مرة من الاستماع،وقد أثبتت الدراسات الحديثة التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية وبطريقة علمية جدوى استخدام الوسائل وضرورتها من خلال بيانها أن الإنسان يمكن أن يتذكر ) 10 ( مما قرأه، ) 20 ( مما سمعه، ) 30 ( مما شاهده،) 50 ( مما شاهده وسمعه في الوقت نفسه، ) 70( مما رواه أو قاله، ) 90( ممارواه في أثناء أدائه عملً معينًا.
5.1.9. ابدأ بنقاط الاتفاق: عند البدء في الحوار تجنب عرض نقاط الاختلاف؛ لأنه يوقف الحوار من أوله. يقول دايل كارنيجي: اجعل الطرف الآخر يوافقك الرأي، وحاول أن تثنيه عن التفوه بكلمة لا، فما أحرى بنا أن نهمل خلافنا،ونهمله شيئاً من الوقت حتى لا نقع في شرك كلمة لا، ومن ثم أين المخرج؟يقول أوفر ستريت في كتابه التأثير في الطبيعة الإنسانية: إن كلمة لا عقبة كؤود يصعب التغلب عليها، فمتى قال أحد: لا، أوجبت عليه كبرياؤه أن يظل مناصراً بنفسه. إن قول: لا، أكثر من مجرد التفوه بكلمة مكونة من حرفين، إن كيانه جميعاً بغدده وأعصابه وعضلاته يتحفز ليناصره باتجاه الرفض، لذا فتبدأ عند الحوار بالتقاط المتفق عليها) 3(، هذه من أهم الأساليب الجيدة التي قد تساعدك على أن تكون محاوراً جيداً.
6. مفهوم الحوار
6.1. تعريف الحوار
6.1.1. الحوار لغةً: يعني المجاوبة: والمجادلة والمراجعة. ويذكر ابن منظور أن معنى حور: هو رجوع عن الشيء ، وقليلا ، وحار إلى الشيء وعنه حوارًا ومحاوراً ومحارة وحؤوراً: رجع عنه ، والحور: ، وهم يتحاورون ، أي: يتراجعون الكلام ، والمحاورة: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة).
6.1.2. اصطلاحاً هو نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين، يتم فيه تداول الكلام فيما بينهما بطريقة متكافئة، فلا يستأثر به أحدهما دون الآخر، ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب، ومثال ذلك ما يكون بين صديقين في دراسة أو زميلين في عمل، أو مجموعة في نادٍ أو مجلس.
6.2. مرادفات الحوار
6.2.1. الجدل: هو شدة الخصومة ، ومقابلة الحجة بالحجة.
6.2.2. المجادلة: هي المناظرة والمخاصمة.
6.2.3. المناظرة: هي المحاورة بين الفريقين حول موضوع وجهة نظرهم الخاصة.
6.2.4. المحاجة: جاء في القرآن لفظ الحجة أو التحاج عشرين مرة ، وأطلق بمعنى التخاصم والجدال في بقدر.
6.2.5. المناقشة: هي نوع من التحاور بين شخصين أو طرفين ، لكنها تقوم على أساس استقصاء الحساب ، وتعرية الأخطاء وإحصائها
7. أهمية الحوار وأهدافه
7.1. للحوار أهمية كبيرة، والهدف منه إقامة الحجة ودفع الشبهة والفساد من القول والرأي، فهو تعاون بين المتحاورين على معرفة الحقيقة والتوصل إليها، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها، والسير بطرائق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق.
8. المبادئ العشرة للإنصات
8.1. يعد حسن الاستماع والإنصات في الحوار أحد المقومات آلتي تميز المحاور الناجح لا تقتصر براعة الحديث على أسلوب الكلام وجدة محتواه، بل إن حسن الإصغاء يعد فنا من فنون الحوار، وبراعة الاستماع تكون بالأذن وطرف العين، وحضور القلب، وإشراقة الوجه، وعدم الانشغال بتحضير الرد. لتعمل على تحقيق أعلى درجات الإنصات ، هي:
8.1.1. جهز نفسك لعملية الإنصات، وركز انتباهك على كل ما يقوله محدثك، وأشعره بمتابعتك وباهتمامك بما يقول، من خلال المحافظة على اتصال العينين، ومن خلال هز الرأس والابتسامة، والانتباه الكامل دون الانشغال بكل ما يمكن أن يبدد انتباهك لكلامه، مثل: حركة الأقلام، والمفاتيح، والهاتف الجوال في اليدين.. إلخ.
8.1.2. لا تقاطع محدثك، وأعطه الفرصة الكافية لقول كل ما يود التعبير عنه، وحبل مضامين ما تسمعه، يقول دايل كارنيجي.إذا كنت تريد أن ينفض الناس من حولك ويسخروا منك حينما توليهم ظهرك فهاك الوصفة: لا تعط أحداً فرصة للحديث، وتكلم بغير انقطاع، وإذا خطرت لك فكرة في حين غيرك يتحدث ،فلا تنتظر حتى يتم حديثه، فهو ليس ذكياً مثلك، فلِمَ تضيع وقتك في الاستماع إلى واعتذر في منتصف كلامه.
8.1.3. حاول أن تفهم كل ما يقوله محدثك، واستفسر عن كل ما لم تفهمه دون إفراط في الأوقات المناسبة.
8.1.4. لا تجعل مشاعرك تؤثر في آرائك ولا تدع عصبيتك تخفض من اهتمامك
8.1.5. اصبر على كلام محدثك واحذر الملل أو إشعاره بذلك.
8.1.6. أصغ بهدف الفهم والاستيعاب، وليس بهدف المناقضة والرد.
8.1.7. لا تشغل بالكتابة، ولكن يمكنك تلخيص أهم نقاط محدثك أو كتابتها باختصار، وهذا أفضل بكثير من أن تقطع حبل أفكار الآخرين، فيضيقوا بك ذرعاً.
8.1.8. وفر المناخ المناسب، والجو الهادىء للاستماع، وتخلص من مشتتات التفكير.
8.1.9. لا تصدر أحكاماً مبكرة بينك وبين نفسك، فإن هذا بالطبع سوف يؤثر في إصغائك للمتحدث.
8.1.10. كن منشرح الصدر عند الاستماع، وذلك بتهيئة نفسك للمتحدث، دون التفكير في أمور خارج موضع الحوار.
9. الإلقاء المؤثر
9.1. من أهم فنون الحوار فإذا كان المحاور قوي التأثير على الآخرين باستخدامه طبقات صوته، والتركيز على المعاين المهمة التي يريد إيصالها إلى الآخرين، فهو يعد محاوراً متمكناً شديد التأثير على الآخرين.
9.1.1. التأني بالكلام: من حسن الحديث أن يتكلم المحاور بتمهل ، حتى يفهم الناس منه ، وقال عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه شر الكتابة المشق ، وشر القراءة الهذرمة.
9.1.2. شدد على الكلمات المهمة خلال حوارك: شدد على كلمة، أو جزء من عبارة، كي تجعلها أكثر وضوحاً، وتثير اهتمام صاحبك بها.
9.1.3. كرر الفكرة: حاول أن تكرر بعض العبارات بين الفينة والأخرى، على فترات متباعدة، وأساليب مختلفة، ومن غير تكلف.
9.1.4. غير طبقات صوتك: فإن المستمع لحديثك سرعان ما يمل عندما تحدثه بطبقة رتيبة وصوت جاف، وعلى وتيرة واحدة، ولكن الصوت يؤدي دوراً كبيراً في الإقناع، ولهذا غير طبقات صوتك برفعه تارة، ولا سيما في مواطن الشدة والحماسة، وخفضه تارة أخرى في مواطن اللين والرحمة والتعليل والاستشهاد.
9.1.5. غير معدل سرعتك في الكلام فتكون أبطأ عند الجمل المهمة، وأسرع عند سواها.
9.1.6. توقف قبل الأفكار المهمة وبعدها لتوكيدها: توقف قبل كل جملة تريد توكيدها، حتى تحفز أعصاب صاحبك للاستعداد، وتوقف بعدها فتضيف إلى قوتها قوة بصمتك، وتوقف بعد فواصل الجمل، وسرد الشواهد، وبعد الأسئلة الاستجوابية التي تطرحها.
9.1.7. اخفض من صوتك : يعاب على المحاور علو صوته من غير حاجة، فالحجة الواهية لا يدعمها صوت مهما علا وارتفع، والحجة الظاهرة غنية بذاتها عن كل صوت والمثل الإنجليزي يقول: الماء العميق أهدأ.
9.2. خمس طرائق تجعل تعبيراتك مؤثرة يجدر بك في أثناء الحوار أن تعبر بطريقة مؤثرة، حتى تتمكن من شد انتباه الجميع والتأثير فيهم، وإليك خمس طرائق ذكرها محمد ديماس) 1( يمكن استخدامها في التأثير في الآخرين في أثناء الحوار:
9.2.1. اجعل تعبيراتك مرتبطة بالموضوع الذي تتحدث عنه، فإذا كان سلوكك التعبيري غير مرتبط بالحديث؛ فسوف ينصرف عنك الطرف الآخر لتفسير هذا التفاوت، ولا تنسَ أن كلماتك عندما تخطىء في المقصود منها، فإنك يمكن أن تصححها إنما أنت لا ترى نفسك وأنت تتكلم وتفضحك تعبيراتك دائماً، كما أنه لا يمكنك أن تقوم بتصحيحها.
9.2.2. كن طبيعياً، أي: اجعل الجسم يعبر عنك أنت، لأنه جسمك أنت، فلا تكن رسمياً للغاية مع الطرف الآخر؛ لأنهم يبحثون عن الألفة ،فأنت بلا شك غيره.
9.2.3. اجعل من جسمك مرآة صادقة لأحاسيسك، وكلما كنت شغوفاً بما تقدمه للآخرين كنت مقنعاً لهم، أسقط الأقنعة واسمح لمشاعرك أن تتفاعل مع مشاعر الطرف الآخر، من خلال كلماتك، ومن خلال تعبيراتك.
9.2.4. أعد لنفسك مقدماً، واظهر دائماً بمظهر الخبير الواثق، فلا شيء يبهر الناس أكثر من معلوماتك ومعرفتك بمفاهيمهم، وكلما أعددت نفسك جيدًا؛ فسوف تكون أكثر تواضعاً، وأقل عصبية. وكلما عرفت تكون كلماتك أكثر إتقاناً، وتعبيراتك أكثر ثقة، ومن ثم فإن مقابلتك بابتسامة الثقة خير دليل على نجاحك.
9.2.5. إن محيط عملك هو المكان الرئيس للتدريب على الأفضل في الحديث والتعبير، فلا سبيل إلى تطوير دون الممارسة، و ينتح فرصة التدريب لتتعلم كثيراً.