1. اولا : حق الطاعة
1.1. طاعة الوالدان فيما يأمران به من لوازم برهما و من أعظم الحقوق التي أوجبها الشارع على الأولاد وهي طاعة موصولة بطاعة الله تعالى ومبنية عليها وهذه الطاعة ليست مطلقة وإنما مقيدة بقيود منها
1.1.1. ١- ان تكون في غير معصية الله ولقوله صلى الله عليه وسلم (لا طاعة لبشر في معصية الله) (إنما الطاعة في المعروف) يعني في أمر عُرف بالشرع
1.1.1.1. وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا
1.1.2. ٢-أن تكون في حدود الإستطاعة
1.1.2.1. لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا
1.1.3. ٣-ألا يكون فيها مشقة للولد أو وقوع الضرر عليه يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله {يلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية وإن كانا فاسقين وهذا فيما فيه منفعه لهما ولا ضرر فإن شق عليه ولم يضره وجب وإلا فلا}
2. مسائل متعلقة بطاعة الوالدين
2.1. المسألة الاولى : طاعة الوالدين في ترك النوافل
2.1.1. وقد بين العلماء أنه إذا أمر الوالدان ابنهما بترك بعض النوافل فعليه تركها تقديما لواجب طاعتهما على النفل فهو مقدم عليه شرعاََ
2.1.1.1. ومن أمثلة ذلك لو نهى الوالدان ابنهما عن الخروج للجهاد وهو غير متعين له بدفع أو طلب من إمام ، فإن لم يتعين لذلك وجب عليه أن يستأذنهما فإن أذنا له وإلا فلا يذهب إلى الجهاد بل يلزمهما فإن لزومهما او لزوم احدهما نوع من انواع الجهاد
2.1.2. النفل في الشرع : اسم لما شرع زيادة على الفرائض و الواجبات وهو المسمى بالمندوب والمستحب و التطوع النفل في اللغة : الزيادة والتطوع.
2.1.2.1. ومن أمثلة النفل : صيام ثلاثة ايام من كل شهر وصلاة ركعاب بنية قيام الليل .
2.2. المسألة الثانية: طاعة الوالدين في طلاق الزوجة
2.2.1. لا شك ان بر الوالدين واجب وأن عقوقهما من كبائر الذنوب ، ولكن احيانا يقع من بعض الأمهات غيرة إذا رأت من ولدها محبةََ لزوجته فتكره الزوجه وتحاول ان تفرق بينهما وهنا لابد من التفريق بين أمرين :
2.2.1.1. الأول: ان يكون طلب المفارقة بلا سبب شرعي ففي هذه الحال لا يلزم الزوج ان يطلق زوجته
2.2.1.2. الثاني: ان يكون طلب المفارقة بسبب شرعي فهنا يطلق الزوجة لأن فيها سبب شرعي يقتضي طلاقها و هنا يتحرى الابن ان كانا والداه متأكدان او لا ، فهنا يتأكد وينظر ماهو السبب.
3. فلا تبخل بالاتصال او ارسال رسالة لطيفة إلى والديك تدخل السرور إلى قلبيهما و الأفضل هو الجلوس معهما و إيناسهما بالحديث الجميل
4. ثانياََ: حق الإحسان
4.1. الإحسان إلى الوالدين من أعظم الحقوق الواجبة لهما سواء إحسان قولي وفعلي ومن وجوه الإحسان إلى الوالدين :
4.1.1. ١-التطلف عند الحديث معهما. I
4.1.1.1. يجب التزام الأدب والرفق عند مخاطبتهما لاسيما عند كبرهما وضعفهما و وجوب حفظ اللسان عن كل ما يسيء إليهما ولو كان كلمة يسيرة ككلمة (أف) فالنهي عن هذه الكلمة مع قلة حروفها نهي عن كل مايسيء إليهما مما قل أو كثر من الكلام
4.1.1.1.1. إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا
4.1.2. ٢-التواضع بين يديهما
4.1.2.1. التواضع والتذلل لهما من وجوه الإحسان إلى الوالدين ويكون التواضع بعيدا عن الخوف من اللوم أو الطمع في المال
4.1.2.1.1. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ
4.1.3. ٣-الدعاء لهما.
4.1.3.1. الدعاء لهما بأنواع الدعاء الحسنة وحق الدعاء للوالدين غير مقصور على حياتهما بل ايضا بعد موتهما معدود في مناقب الأولاد الصالحين
4.1.3.1.1. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا
4.1.4. ٤-شكرهما على ماقدما
4.1.4.1. أوجب المولى سبحانه شكر الوالدين وقرنه بشكره والشكر وإن كان واجبا للوالدين معاََ إلا أنه في حق الأم أوجب فهي التي حملت و وضعت و أرضعت ورعت.
4.1.4.1.1. أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ
4.1.5. ٥-النفقة عليهما.
4.1.5.1. تجب النفقة للوالدين على الولد منفرداََ وعلى الأولاد مجتمعين إذا كانا عاجزين لأن الإنفاق عليهما من الإحسان إليهما
4.1.5.1.1. لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا
5. ثالثاََ: بر الوالدين بعد الوفاة
5.1. بر الوالدين غير مقصور على حياتهما ، بل ممتد بعد وفاتهما ومن الأعمال التي تتأكد لهما بعد الوفاة :
5.1.1. الصلاة عليهما والدعاء والاستغفار لهما
5.1.2. إنفاذ عهدهما : بتنفيذ وصيتهما إذا كانت صحيحةوليس فيها مخالفة شرعية
5.1.3. صلة اقاربهما من الأعمال والأخوال ونحوهم
5.1.4. إكرام صديقهما : ممن بينه وبين أحدهما محبة وألفة وصداقة والإحسان إلى من كان أحسن إليهما
5.1.5. الحج عنهما إن لم يحجا
5.1.6. إهداؤهما الأعمال الصالحة التي ورد الشرع بجواز إهدائها للميت كالصدقة وقضاء الدين