1. ويشترك اتجاه القسوة واتجاه إثارة الألم النفسي في أنهما يعتمدان على العقاب كمحور أساسي في تنشئة الطفل وتطبيعه اجتماعيًا، بيد أن العقاب في (القسوة) هو من نوع العقاب البدني الذي تنعكس آثاره على الغير وممتلكاتهم، بينما يعد العقاب في إثارة الألم النفسي عقابًا نفسيًا تنعكس آثاره على ذات الفرد.
2. اتجاه الحماية الزائدة
2.1. قيام أحد الوالدين أو كلاهما نيابة عن الطفل بالواجبات التي يمكنه القيام بها، فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قراره بنفسه.
2.2. فإن مثل هذا الفرد حُرم من إشباع حاجته للإستقلال في طفولته فيظل معتمدًا على الآخرين حتى بعد وصوله إلى سن يجب أن يعتمد فيها على نفسه.
2.2.1. قد يتداخل هذا الاتجاه أحيانا مع اتجاه التسلط؛ لأن الطفل لا يكون راضيًا عن مثل هذا التدخل في شئونه،فيقف الطفل معارضًا في بعض الأحيان أو يتمنى أن يقوم بنفسه بهذه الأمور الشخصية، فيضطر الأبوان إلى فرض رأيهماعليه.
2.3. اثر الحماية الزائدة على الأبناء: •شخصية ضعيفة،خانعه،غير مستقلة. •يعتمد على الغير في قيادته وتوجيهه. •يسهل استمالته للفساد، نتيجة ضعفه وعدم تحمله للمسئولية. •انخفاض مستوى قوة الأنا. •انخفاض الطموح، ورفض المسئولية.
2.3.1. ترك الطفل دونما تشجيع على السلوك المرغوب فيه، دونما محاسبة على السلوك المرغوب عنه، أيضا تركه دون توجيهه إلى مايجب أن يفعله أو يقوم به أو مايلزم أن يتجنبه.
2.3.1.1. اتجاه الإهمال •إما في صورة لامبالاة: فحين يبكي الطفل الرضيع من الجوع تتركه الأم ولا تستجيب لبكائه، وإذا كان الطفل يتحرك ويتكلم تتركه دون ضوابط لسلوكه. •والصورة الثانيه تكون في شكل عدم إثابة للسلوك المرغوب فيه؛ كأن يقدم الطفل لأمه نتيجة مجهوده فلا تشجعه، بل قد تسخر منه وتسبب له الإحباط.
2.4. قد تتبع الأسرة هذا الأسلوب لأنها ليس لديها إلا طفل واحد تخاف عليه أو ولدًا واحدًا بين بنات أو لأنه الطفل الأول، وينقص الوالدان الخبرة بتربية الطفل فيبالغان في رعايته.
3. اتجاه الإهمال
3.1. الإهمال المتكرر قد يفقد الطفل الإحساس بمكانته عند أسرته ويفقده الإحساس بحبهم له وانتمائه إليهم، وغالبًا يترتب على هذا الاتجاه: •شخصية قلقة مترددة. •محاولة الطفل الانضمام إلى جماعة يجد فيها مكانته ويشعر بنجاحه فيها ويجد الحب الذي حُرم منه نتيجة إهماله في صغره، خصوصًا أن الجماعة التي ينتمي إليها غالبًا ماتشجعه على كل مايقوم به من عمل حتى ولو كان مخربًا. (لأنه لم يعرف من صغره الحدود الفاصله بين الصواب والخطأ في سلوكه، ولم يشعر بالحب والتشجيع على انجازاته المناسبة لقدراته).
3.2. ينتج هذا الاتجاه عن عدم التوافق الأسري الناتج عن العلاقات الزوجيه، وعدم رغبة الأم في الأبناء، أو لوجود أم مهملة لا تعرف واجباتها.
4. اتجاه القسوة
4.1. يتمثل في استخدام أساليب العقاب البدني(الضرب)،والتهديد به. أي كل مايؤدي إلى إثارة الألم الجسمي كأسلوب أساسي في عملية تنشئة الطفل وتطبيعه اجتماعيًا.
4.2. يترتب على هذا الاتجاه شخصية متمرده تنزع إلى الخروج على قواعد السلوك المتعارف عليها كوسيلة للتنفيس والتعويض عما تعرضت له من ضروب القسوة. وأيضًا ينتج السلوك العدواني الذي يتجه نحو الغير مثل: التنفيس في ممتلكات الغير كأن يتلف حاجيات رفاقه.
5. اتجاه التذبذب
5.1. عدم استقرار الأب أو الأم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب، وهذا يعني أن سلوكًا معينًا يثاب عليه الطفل مرة ويعاقب عليه مرة أخرى، كما يتضمن هذا الاتجاه التباعد بين اتجاه كل من الأب والأم في تنشئة الطفل وتطبيعه اجتماعيًا.
5.2. يترتب على هذا الاتجاه: •شخصية متقلبة ازدواجية منقسمة على نفسها. •غالبًا ما يصبح مذبذبًا مزدوج الشخصية في معاملته مع الناس.
6. اتجاه التسلط
6.1. فرض الأم أو الأب لرأيه على الطفل،والوقوف امام رغبات الطفل وحتى ولو كانت مشروعه.
6.2. هذا الأسلوب يلغي رغبات وميول الطفل منذ الصغركما يقف عقبه في ممارسته لهواياته ويحول دون تحقيقه لذاته، فلايشبع حاجاته كما يحسها الطفل نفسه.
6.2.1. اثر التسلط في التربية على الأبناء: •شخصية خائفة دائما من السلطة. •شخصية خجولة. •يكون الطفل حساس. •شخصية تشعر بعدم الكفاءة والحيرة. •عدم الثقة في النفس. •الشعور بالخوف من الآخرين. •حين يكبر غالباً مايكون في عمله دائم الإهمال إلا في وجود السلطة.
6.3. يكون سبب معاملة الوالدين الطفل بهذا الاسلوب، ربما لأن الأب مدمن فيكون غير راضِ عن نفسه وينشد الكمال في أبنائه بفرض تسلطه؛ واحيانا تكون الصرامه من الأم نتيجة فقدها لأمها في طفولتها،وتحمل مسئولية إخوتها الصغار لذلك تتخذ لنفسها اتجاهات صارمة في معاملة أبنائها.
7. اتجاه التدليل
7.1. يتمثل في تشجيع الطفل على تحقيق معظم رغباته بالشكل الذي يحلو له وعدم توجيهه لتحمّل أي مسئولية تتناسب مع مرحلة النمو التي يمر بها، وقد يتضمن تشجيع الطفل على القيام بسلوك يعتبر من غير المرغوب فيه اجتماعيًا، ويتضمن دفاع الوالدين عن السلوك غير المرغوب فيه ضد أي توجيه يصدر الى الطفل .
7.1.1. الشخص الذي غُمر بالحب في طفولته دون توجيه، غالبًا ما ينمو مستهترًا في كبره، ويصعب تحمله للمسئولية نتيجة تدليله المفرط دون أي توجيه اأو تحمّل لنتائج أخطائه في صغره، بل غالبًا ماكان أبواه يحميانه من نتائج أخطائه ففقد القدرة على التمييز بين مايجب ومالا يجب.
7.2. تظهر ألوان التدليل في صور متعددة، فمثلًا عندما يبدأ في تعلم الكلام ويسب أباه وأمه غالبًا مانجدهما يضحكان.
8. اتجاه اثارة الألم النفسي
8.1. يتمثل في جميع الأساليب التي تعتمد على إثارة الألم النفسي، وقد يكون عن طريق اشعار الطفل بالذنب اذا فعل سلوكًا غير مرغوب فيه، أو عن طريق تحقير الطفل والتقليل من شأنه أيًا كان المستوى الذي يصل إليه في سلوكه.
8.1.1. غالبًا ما يترتب على هذا الاتجاه: •شخصية انسحابية منطوية، غير واثقه من نفسها توجه عدوانها نحو ذاتها. •شخصية قليلة التفاخر والتباهي بما تنجزه من أعمال، بل قد يتباهى بالآخرين المهم ليس بذاته او بقدراته فهو فاقد الثقه في قدراته.